القيامة والشباب
لنيافة الانبا موسى
القيامة هى تدفق قوة الفداء المحيية، وعلامة على قبول الآب لذبيحة الصليب.
1-
القيامة هى فيض الحياة الإلهية المقدمة لنا فى المسيح يسوع.
2-
وهى هزيمة لمملكة الموت بدخول سيد الحياة إليها.. "نزل إلى الجحيم وسبى سبباً" (أف )، والسيد المسيح بالصليب بلغ قمة التخلى والطاعة والعطاء.
3-
مجد اللاهوت كان فى المسيح، وهو فى الجسد، ولكنه كان فى الظاهر يعطش ويجوع وينام، وقد ظهر مجد اللاهوت فى القيامة المجيدة.
4-
صورة القيامة ظهرت بطريقة جزئية فى التجلى (مت 1:17-9) و (لو 28:9)، ثم فى الصورة النهائية... جسد القيامة الممجد.
5-
الصليب كان يحمل قوة القيامة؛ وكانت آلة العار، هى طريق المجد والظفر (كو14:2-15). وفى الصليب سحق الرب الشيطان وداسه تحت قدميه.
بركات القيامة: هى تحرير للبشرية من الخطية، فقد واجه يسوع الشيطان وحطمه وخلص البشرية، وأقامنا معه (أف 6:2). وزرع فى الإنسان طاقة القيامة، وقوة الحياة التى لا يهزمها موت الخطية كما نصلى فى القداس: "ولا يقوى موت الخطية ولا على كل شعبك" (القداس الإلهى).
القيامة والشباب: 1-
القيامة تحررنا نحن الشباب من عقدة الخوف من الخطية، لأن المسيح بطل الخطية بذبيحة نفسه، وبقيامته أبطل عز الموت، وأعطانا بالإيمان شركة حياته فى جسده ودمه، أن نستمتع بقوة قيامته مانحاً إيانا طاقة متجددة.
2-
القيامة تعطينا رجاء دائماً لأننا مولودين ثانية بالمعمودية، لرجاء حتى بقيامة يسوع من الأموات. وصار لنا ثقة فى أن كل ظلمة صليب حتما يتبعها نور القيامة، وأن يسوع فى كل آلامه، تألم مجرباً، لكى يعين المجربين (عب 18:2).
3-
القيامة تضمن لنا حياة النصرة، وليس هذا معناه عدم وجود ضعف، ولكن لا يحدث عودة إلى الخطية، ما دام المسيح القائم يحل فى القلب ويملك الحياة. وأن ضعفت أقول: "لا تشمتى بى يا عدوتى أن سقطت أقوم" ( ميخا 8:7) النصرة ليس العصمة، بل عدم البقاء فى الضعف، والثقة فى قوة المسيح الذى هزم الموت، وأعطانا القيامة، وأقامنا معه.
4- ا
ختبار قيامة المسيح فى حياتنا يعطينا نحن الشباب حياة السلام والفرح، بدلاً من القلق والاضطراب. فالتلاميذ "فرحوا إذ رأوا الرب" (يو 20:20)، ونزع الهم من قلوبهم، لأننا نلقى بهمومنا بثقة على الرب يسوع، الذى بذل ذاته لأجلنا، وهو يعولنا ويهتم بنا.
5-
القيامة تحررنا من الاهتمام بالغد، فنحن الشباب يشغلنا الماضى بذنوبه وآلامه، ويقلقنا المستقبل. ولكن القيامة تعطينا بالمعمودية، أن نصير خليقة جديدة، "فالأشياء العتيقة قد مضت" وأثق بأننى حينما اعترف بتوبة صادقة بخطاياى، فسوف يغفرها لى المسيح الذى أحبنى. وهكذا أحيا فى ملء التسليم، فلا أهتم بالغد، بل ألقى حياتى فى حضن الرب يسوع بثقة البنين.
6- ا
لقيامة تحررنا من الشك والريبة فالرسول توما إذ أراه المسيح جنبه،
آمن، ونحن يمكن أن تكون لنا شركة قوية مع المسيح من خلال:
أ- نوال نعمة الغفران فى الاعتراف والتحليل.
ب- سكنى المسيح بجسده ودمه فى القلب، فى سر الأفخارستيا.
ج- شركة كلمة الإنجيل التى تحرر النفس والذهن.
د- أخذ قوة فى الصلاة بإيمان.
هـ- السلوك بتدقيق ومحاسبة النفس فى دور وصية الإنجيل.
بهذه الخطوات جميعها سوف تصير حياتنا بكاملها للرب، لكى يستخدمها لمجد اسمه، ويرتب كل شئ بحكمته.
تطبيقات : + واظب على صلاة باكر التى تتذكر فيها قوة القيامة وفعلها.
+ ليكن ليوم الأحد انطباعه الخاص، سواء بالاشتراك فى القداس والذبيحة، أو على الأقل المرور على الكنيسة مع صلاة قصيرة، طبعاً مع ضرورة الانتظام فى القداس الذى يناسب مواعيدك.
+ كلما تعثرت فى خطية، قم سريعاً وصلى، فهذه قيامة جديدة!