Admin Admin
المساهمات : 625 تاريخ التسجيل : 07/09/2008
| موضوع: طبيعة المسيح للبابا شنودة الخميس سبتمبر 18, 2008 11:59 pm | |
| طبيعة المسيح للبابا شنودة عقيدة كنيستنا :
السيد المسيح هو الإله الكلمة المتجسد له لاهوت كامل وناسوت كامل ولاهوته متحد بناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ، اتحاداً كاملاً اقنومياً جوهرياً لا ينفصل مطلقاً ، حتى قيل عنه أنه سر عظيم (1تى 3 : 16) .
الطبيعة اللاهوتية ( الله الكلمة ) اتحدت بالطبيعة الناسوتية التي أخذها الكلمة من العذراء مريم بعمل الروح القدس .
وباتحاد الطبيعتين الالهيه والبشرية داخل رحم العذراء مريم تكوّنت منهما طبيعة واحدة هي طبيعة الله الكلمة المتجسد.
وبذلك فعقيدة كنيستنا أن السيد المسيح له طبيعة واحدة ، وعبارة طبيعة واحدة المقصود بها ليس الطبيعة اللاهوتية وحدها ولا الطبيعة البشرية وحدها ، إنما اتحاد هاتين الطبيعتين في طبيعة واحدة هي ( طبيعة الكلمة المتجسد ) .
طبيعة الاتحاد :
للاتحاد طبيعة و هو أنه اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج و لا تغيير ولا استحالة ، فالمقصود أن وحدة الطبيعة هي وحدة حقيقية ليست اختلاطاً كما لم يحدث تغيير بينما لم يحدث تغيير في اللاهوت ولا في الناسوت باتحادهما ، فهو اتحاد أدى إلى وحدة في الطبيعة وهناك أمثلة لذلك كمثال اتحاد الحديد والنار ومثال اتحاد النفس والجسد .....
وحدة الطبيعة في الميلاد :
العذراء لم تلد إنساناً وإلهاً و إلا كان لها ابنان الواحد منهما إله ، والآخر منهما إنسان . لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد . إن المسيح هو الابن الوحيد المولود من جوهر الآب قبل كــل الدهــور و هـو نفسـه ابـن الإنســـان الذي صـار بكـراً وسـط إخــوة " إخـوة كثيـريـن " ( رو 8 : 29 ) .
إذن الذي وُلِدَ من العذراء هو ابن الله ، وفى نفس الوقت هو ابن الإنسان كما قال عن نفسه .
إمكانية الوحدة :
إن هذه الوحـدة بين الطبيعة الإلهيـة والطبيعة الناسوتية أمر ممكن و إلا ما كان ممكناً إن تتم . إنها أمر كان في علم الله منذ الأزل ، كان يدبره بسابق علمه بما يحتاجه الإنسان من الخلاص .
طبيعة واحدة للكلمة المتجسد :
إنها طبيعة واحدة لكن لها كل خواص الطبيعتين ، كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت بغير امتزاج ، ولم يحدث انفصال بين اللاهوت و الناسوت في موت المسيح .
وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات أن يخرج من القبر وهو مُغلق عليه بحجر عظيم وأمكن أن يدخل على التلاميذ والأبواب مغلقة ، فهل دخل من الأبواب المغلقة بلاهوته أم بناسوته ؟! أليس هذا دليلاََ ً على وحدة الطبيعة .
أهمية الوحدة للكفارة و الفداء :
إن الإيمان بطبيعة واحدة للكلمة المتجسد ، أمـر لازم وجوهري وأساسي للفـداء . فالفداء يتطلب كفّارة غير محدودة تكفى لمغفرة خطايا غير محدودة ، ولم يكن هناك حل سوى تجسد الله الكلمة ، فموت الطبيعة البشرية وحدها لا يكفى للفداء.
إنها خطورة كبيرة على خلاصنا أن نفصل ما بين الطبيعتين أثناء الحديث عن موضوع الخلاص .
الطبيعة الواحدة والآلام :
اللاهوت غير قابل للآلام .. لكن المسيح تألم بالجسد وصُلِب بالجسد ، فقد وقع الألم على الناسوت ولكنه كان متحداً باللاهوت .
وفى صلب المسيح يقدم لنا الكتاب المقدس آية جميلة في حديث القديس بولس الرسول إلى أساقفة أفسس " لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " ( أع 20 :28 ) ، ونسب الدم هنا إلى الله بينما الله روح والدم هو دم ناسوته ، ولكن هذا التعبير يدل دلالة عجيبة جداً على الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد .
وفى موضع آخر" هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" ( يو 3: 16 ) ، إذن فالذي بذله الآب هو الابن ، والابن الوحيد أي الأقنوم الثاني الكلمة .. ولم يقل بذل ناسوته أو أي شئ من هذا القبيل ، مع أنه مات على الصليب بالجسد ، ولكن هذا دليل كبير على وحدة طبيعة الله الكلمة ، وأيضاً أهمية هذه الوحدة من أجل عمل الفداء.
تعبير ابن الإنسان :
عبارة ابن الإنسان تعبر عن ناسوت المسيح ، كما أن عبارة ابن الله تدل على لاهوته ، ومع ذلك فإن السيد المسيح استخدم عبارة ابن الإنسان في مواضع كثيرة نذكر منها :
+ شرح أن ابن الإنسان موجود في السماء و على الأرض كما في ( يو 3 : 13 ) .
+ وقال " إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " (مت 12 : 8 ) . فتعبير ابن الإنسان يدل على الطبيعة البشرية وفى نفس الوقت هو رب السبت أي الله وبذلك فقد اجتمع اللاهوت و الناسوت معاً في تعبير واحد .
+ وقال " إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا " ( مت 9 : 6 ) بينما لا يغفر الخطايا إلا الله وحده .
+ وقال إن ابن الإنسان هو الذي سيدين العالم ( مت 16 : 27 ) فهل الطبيعة البشرية هي التي تدين أم اللاهوت ، ويقول ابن الإنسان وفى نفس الوقت يقول " في مجد أبيه " أي يجمع بين كونه ابن الإنسان وابن الله مما يدل على وحدة الطبيعة .
و نجد أيضاً في مواضع كثيرة منها ( مت 25 : 31 – 34 ) ،وأيضاً في ( أع 7 : 56 ) ،و في ( يو 6 : 62 ) .....
شهادة نصوص كتابية :
هناك آيات كثيرة جداً في الكتاب المقدس تثبت الطبيعة الواحدة :
+ " هذا هو إبنى الوحيد الذي به سررت " ( مت 3 : 17 ) فالآب لم يقل هذا هو ناسوت إبنى لأن ناسوته غير منفصل عن لاهوته ، وعبارة "هذا " لا تطلق على اثنين بل على مفرد ، وهنا تطلق على الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسد .
+ " الذي كان من البدء ، الذي سمعناه الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا " (1 يو1:1 ) ، إنه يقول عن هذا الذي رأوه ولمسوه إنه الذي كان من البدء أي الله ؛ فكيف رأوا الله ولمسوه ، إلا إن كان هو الكلمة المتجسد .
+ من الذي سجد له المجوس ( مت 2 : 11 ) ؟ هل سجدوا للاهوت فقط ؟! كـلا ، فإنهــم قـــد سجـدوا لطفل في مـزود . أم تراهم سجــدوا للناسـوت ؟! والناسـوت لا تقدم له العبادة ، إذن لا جواب سوى أنهم سجدوا للإله المتجسد.
+ كذلك من الذي مشى على الماء وانتهر الريح؟ لاشك أنه الكلمة المتجسد .
وهكذا باقي المعجزات . من الذي كان يصنعها ؟ أهو اللاهـوت وحـده أم الناسـوت ؟ إنه كلمة الله المتجسد .
المشيئة الواحدة والفعل الواحد :
من الطبيعي أنه ما دامت الطبيعة واحدة تكون المشيئة واحـدة وبالتالي يكون الفعل واحـد . إن ما يختاره اللاهوت ، لا شك أنه هو نفسه ما يختاره الناسوت ، لأنه لا يوجد تناقض مطلقاً بينهما في المشيئة والعمل .
ما هي الخطية سوى أن تتعارض مشيئة الإنسان مع الله ؟ والسيد المسيح لم تكن فيه خطية البتة ، حاشا .. بل قال " من منكم يبكتني على خطية " ( يو 8 : 46 ) وإذن كانت مشيئته هي مشيئة الله " الآب" . و بهذاتكون عقيدة كنيستنا أن السيد المسيح هو الإلـه الكلمة المتجسد ، و لاهوته لن يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين .
أشهر الهرطقات التي واجهت الإيمان المسيحي :
أشهر الهرطقات حول طبيعة المسيح .......
+ هرطقة آريوس : كان آريوس ينكر لاهوت المسيح ويرى أنه أقل من الآب فى الجوهر وأنه مخلوق ...
+ هرطقة أبوليناريوس : كان ينادى بلاهوت المسيح ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته ، إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجاً إلى روح .
+ هرطقة نسطور : كان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله ويرى أنها ولدت إنساناً وهذا الإنسـان حـلّ فيـه اللاهـوت ، ويُعتبــر أنـه بهـذا قـد أنكــر لاهوت المسيح .
وحتى قوله أن اللاهوت قد حلّ فيه لم يكن بمعنى الإتحاد الأقنومى وإنما حلول بمعنى المصاحبة .
والكنيسة حينما تقول أن العذراء والدة الإله إنما تعنى أنها ولدت الكلمة المتجسد ، وليس أنها كانت أصلاً للاهوت حاشا.......!
فالله الكلمة هو خالق العذراء ولكنه في ملء الزمان حلّ فيها وحبلت به متحداً بالناسوت وولدته .
+ هرطقة أوطاخى : كان ضد هرطقة نسطور . فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح وقع في بدعة أخرى ، فقال أن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية وكأنها نقطة خل في المحيط ، وهو بهذا أنكر الناسوت .
+ مجمع خلقيدونية : تقرر فيه أن السيد المسيح اثنان وهما إله وإنسان ؛ الواحد يبهر بالعجائب ( الإله ) ، والآخر ملقى الإهانات والآلام ( الإنسان ) .
كيفية مواجهة الهرطقات :
من الضروري مواجهة الهرطقات والبدع ويتم ذلك عن طريق المجامع مثل مجمع نيقية المسكوني لمواجهة بدعة آريوس ، ومجمع القسطنطينية الذي واجه بدعة أبوليناريوس .....
وأيضـاً عـن طـريـق مـدارس اللاهـوت التي تـُخـرج أبـاء دارســين عــلم اللاهـــوت جيداً لتمكينهم من الرد على الهرطقات مثل مدرسة الإسكندرية اللاهوتية .
عن طريق النموذج الحسن والتقى الذي يُسلمه الراعي ( الأب ) إلى أبنائه ( أبناء الكنيسة ) وبذلك يعيشون مثله بكل ما علمهم به .
| |
|